اقتراح أوروبي للتهدئة في ليبيا
دور جديد للأمم المتحدة
وبينما لم تظهر أي مواقف رسمية بشأن إمكانية تفاهم أو تقارب بين المواقف المصرية الروسية من جانب والليبية التركية من جانب آخر، يرجح الباحث الليبي في العلاقات الدولية، مصطفى البرق، أن يوكل التفاهم حول خلق منطقة خالية من السلاح في سرت ــ الجفرة للأمم المتحدة، عبر بعثتها في ليبيا التي سبق أن أعلنت عن اتصالها بالأطراف الليبية لاستئناف محادثات اللجنة العسكرية 5 + 5.
قاعدة الجفرة: حارسة المصالح
بالإضافة لما تمثله قاعدة الجفرة كحارس لتلك المصالح بإشرافها على كامل منطقة وسط الجنوب وصولاً الى مدينة سرت شمالاً، يلفت البرق في حديثه لـ”العربي الجديد” إلى خطأ وقع فيه السيسي عندما لوح بوجود شرعية دولية لتدخل قواته، مشيراً إلى أن قيادات مصرية لن تسمح للسيسي بالزج بالجيش المصري في أتون حرب مفتوحة، خصوصاً في وجود قوات تركية إلى جانب قوات “الوفاق”، وبالتالي اقتراح وجود منطقة خالية من قوات أي من الطرفين يحقق الغرض المصري.
إعلان حرب
وفي الداخل الليبي، لا تزال تصريحات السيسي تثير دود فعل، إذ قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي محمد قنونو “ننصح من يُضيع وقته بإرسال رسائل لا تتجاوز آذاننا أن يلتفت إلى الإرهاب الذي يُهدّده داخل أراضيه”.
وجاء تعليق قنونو بعد موقف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الرسمي من تصريحات الرئيس المصري، التي اعتبرها تدخلاً في الشؤون الداخلية لليبيا وتعدياً على سيادتها، مؤكداً أنه “أمر مرفوض ومستهجن ويعتبر عملاً عدائيّاً وتدخلاً سافراً وبمثابة إعلان حرب”.
وعلى الرغم مما حمله موقف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في وقت سابق، من إشارات لإمكانية مد يد السلام، إلا أنه ذهب إلى إجراءات عملية تندد بتصريحات السيسي. إذ أعلن المجلس الرئاسي عن عقد رئيسه فائز السراج، ليل أمس الأحد، اجتماعاً مع آمر غرفة عمليات سرت الجفرة إبراهيم بيت المال، لبحث “سير العمليات في المنطقة العسكرية”، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
وأوضح المكتب أن الاجتماع ناقش أيضاً “آليات التنسيق مع مختلف المناطق العسكرية الأخرى والترتيبات المتخذة لحماية المدنيين”.
قبائل الشرق خارج المعادلة
من جانب آخر، أكد برلماني من طبرق أن السيسي يبدو أنه لم يأخذ في الحسبان وحدة الصف القبلي في شرق ليبيا، وهو المستحيل في ظل عدم وجود قيادة، أو شخصية عسكرية مثل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر تضمن لها الولاء الكامل، وهو ما ظهر فعلياً في رفض زعامات قبلية من قبائل العواقير والبراعصة والمغاربة لإمكانية استخدام مصر لأبنائها في حرب جديدة.
وأكد البرلماني أن زعيم قبيلة المغاربة، التي يمتد نفوذها في منطقة الهلال النفطي، الشيخ صالح الاطيوش، أكثر الرافضين لانجراف المنطقة لحرب جديدة، على غرار حرب عملية الشروق مطلع عام 2015 بين قوات المؤتمر الوطني العام وفصائل القبائل في شرق ليبيا امتدت لعدة أشهر برزت معها أصوات تنادي بالتقسيم وقتها.