أطباء مصر في خطر
من جهته، يتحدث الطبيب المصري محمد عبد الحليم، عن تجربته الشخصية، إذ هو معرّض للإصابة بالفيروس نتيجة نقص المستلزمات الطبية بشكل كبير في المستشفيات. وفي منشور على صفحته على موقع “فيسبوك” تداوله كثيرون، كتب: “الليلة أخدت كمية مرعبة من الفيروس (viral load) للأسف الشديد”. يُشار إلى أنّ الحمل الفيروسي (viral load) المرتفع يرتبط بشدّة العدوى الفيروسية. وعلى الرغم من ذلك، أكّد “أنا راضٍ جداً والله. أنا متأكد أنّ الكثير من الناس والأطباء على وجه الخصوص سينتقدون الموقف الغريب الذي وجدت نفسي فيه، حين استدعاني رئيس قسم النساء والولادة إلى العمل بسبب وصول حالة مصابة بكورونا، وقد نُقلت إلى وحدة العناية المتوسطة”. أضاف: “ولأنّ الحمل كان خارج الرحم، انفجرت قناة فالوب، ما أدّى إلى نزف وهبوط حاد في نسبة الهيموغلوبين من 13 إلى ستّة خلال ساعات قليلة، وأصبحت حياتها في خطر”. ويقول: “أنا رحت طبعاً لقيت شابة صغيرة قاعدة على ترابيزة العمليات بتلقف نفسها بالعافية (بالكاد قادرة على الصمود) ونسبة الأوكسجين لديها أقلّ من 70 في المائة وبطنها منتفخ من النزيف وشفايفها بيضا”.
تجدر الإشارة إلى أنّ أزمة كورونا وما يرافقها من تداعيات تأتي في وقت تعاني مصر فيه نقصاً حاداً في عدد الأطباء بشكل خاص والكوادر الصحية. فكثيرون من هؤلاء هاجروا من البلاد. ويقدّر عدد الأطباء في المستشفيات الحكومية وكذلك المستشفيات الجامعية وتلك الخاصة في مصر بنحو 82 ألف طبيب من مختلف التخصصات، وذلك من أصل 213 ألف طبيب مسجّلين، أي ما نسبته 38 في المائة من القوى الأساسية التي تحمل تراخيص بمزاولة المهنة. وتأتي هذه المعطيات في دراسة أعدّتها أمانات المستشفيات الجامعية بالتعاون مع المكتب الفني لوزارة الصحة والسكان المصرية ومجموعة من الخبراء والمتخصصين حول أوضاع مهنة الطب واحتياجات سوق العمل في البلاد.